فصل: (الجن: الآيات 10- 19)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{قُلْ أوحي إليّ أنّهُ اسْتمع نفرٌ مِن الْجِنِّ فقالوا إِنّا سمِعْنا قرآنا عجبا} {قل} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت أي يا محمد و{أوحي} فعل ماض مبني للمجهول و{إليّ} متعلقان بـ: {أوحي} و{أن} وما في حيّزها في محل رفع نائب فاعل وأن واسمها وجملة {استمع} خبرها و{نفر} فاعل {استمع} و{من الجن} صفة ل{نفر}، {فقالوا} عطف على {استمع} وإن واسمها وجملة {سمعنا} خبر {إنّا} و{قرآنا} مفعول به و{عجبا} نعت أي يتعجب منه لفصاحته وبلاغته وما ينطوي عليه من معان سامية وغير ذلك.
{يهْدِي إِلى الرُّشْدِ فآمنّا بِهِ ولنْ نُشْرِك بِربِّنا أحدا} جملة {يهدي إلى الرشد} صفة ثانية لـ: {قرآنا} و{إلى الرشد} متعلقان بـ: {يهدي}، {فآمنّا} عطف على {سمعنا} و{به} متعلقان بـ: {آمنّا}، {ولن} الواو حرف عطف و{لن} حرف نفي ونصب واستقبال و{نشرك} فعل مضارع منصوب بـ: {لن} و{بربنا} متعلقان بـ: {نشرك} و{أحدا} مفعول به لـ: {نشرك}.
{وأنّهُ تعالى جدُّ ربِّنا ما اتّخذ صاحِبة ولا ولدا} الواو حرف عطف وأن وما في حيّزها عطف على ما تقدم وأن واسمها وتعالى فعل ماض و{جدّ ربنا} فاعل والجملة معترضة بين الاسم والخبر وجملة {ما اتخذ} خبر أن {ولا ولدا} عطف على {صاحبة}.
{وأنّهُ كان يقول سفِيهُنا على اللّهِ شططا} عطف على ما تقدم وأن واسمها وجملة {كان} خبرها واسم كان مستتر تقديره هو و{سفيهنا} فاعل و{على اللّه} متعلقان بـ: {يقول} و{شططا} نعت لمصدر محذوف أي قولا شططا أي غلوا في الكذب وذلك بوصفه بالصاحبة والولد وجملة {يقول} خبر {كان}.
{وأنّا ظننّا أنْ لنْ تقول الْإِنْسُ والْجِنُّ على اللّهِ كذِبا} و{أنّا} عطف على ما تقدم وأن واسمها وجملة {ظننا} خبرها، وظن فعل ماض من أفعال القلوب ونا فاعل و{أن} مخففة واسمها ضمير الشأن وجملة {لن تقول} خبرها و{لن} حرف نفي ونصب واستقبال و{الإنس} فاعل و{الجن} عطف على {الإنس} و{على اللّه} متعلقان بـ: {تقول} و{كذبا} نعت لمصدر محذوف.
{وأنّهُ كان رِجالٌ مِن الْإِنْسِ يعُوذُون بِرِجالٍ مِن الْجِنِّ فزادُوهُمْ رهقا} {وأنه} عطف أيضا وأن واسمها وجملة {كان} خبرها و{رجال} اسم {كان} و{من الإنس} نعت لـ: {رجال} وجملة {يعوذون} خبر {كان} وبـ: {رجال} متعلقان بـ: {يعوذون} و{من الجن} نعت لـ: {رجال}، {فزادوهم} عطف على {كان رجال} وزادوهم فعل وفاعل ومفعول به أول و{رهقا} مفعول ثان.
{وأنّهُمْ ظنُّوا كما ظننْتُمْ أنْ لنْ يبْعث اللّهُ أحدا} {وأنهم} عطف على ما تقدم أيضا وأن واسمها وجملة {ظنوا} خبرها وكما نعت لمصدر محذوف وجملة {ظننتم} لا محل لها لأنها موصولة للموصول الحرفي وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي {ظنوا} وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف و{لن} حرف نفي ونصب واستقبال و{يبعث} فعل مضارع منصوب بـ: {لن} والجملة خبر {أن} و{اللّه} فاعل {يبعث} و{أحدا} مفعوله.
{وأنّا لمسْنا السّماء فوجدْناها مُلِئتْ حرسا شدِيدا وشُهُبا} عطف على ما تقدم أيضا وأن واسمها وجملة {لمسنا} خبرها و{السماء} مفعول به، وسيأتي معنى لمس السماء في البلاغة، والفاء حرف عطف و{وجدناها} فعل وفاعل ومفعول به وجملة {ملئت} مفعول به ثان و{ملئت} فعل ماض مبني للمجهول والتاء تاء التأنيث الساكنة ونائب الفاعل مستتر تقديره هي أي السماء و{حرسا} تمييز و{شديدا} نعت و{شهبا} عطف على {حرسا} وقيل {وجدناها} هنا متعدية لواحد فجملة {ملئت} حال لأن معناها صادفناها.
{وأنّا كُنّا نقْعُدُ مِنْها مقاعِد لِلسّمْعِ فمنْ يسْتمِعِ الْآن يجِدْ لهُ شِهابا رصدا} عطف على ما تقدم أيضا وأن واسمها وجملة {كنّا} خبرها وكان واسمها وجملة {نقعد} خبر {كنّا} و{منها} متعلقان بـ: {مقاعد} و{مقاعد} ظرف مكان متعلق بـ: {نقعد} و{للسمع} متعلقان بمضمر هو صفة لمقاعد أي مقاعد كائنة للسمع والفاء عاطفة ومن اسم شرط جازم مبتدأ و{يستمع} فعل الشرط والآن ظرف حالي مستعار للاستقبال وهو متعلق بـ: {يستمع} و{يجد} جواب الشرط و{له} في موضع المفعول الثاني لـ: {يجد} و{شهابا} مفعول {يجد} الأول و{رصدا} نعت لـ: {شهابا} وهو بمعنى اسم المفعول أي أرصد وأعدّ له.

.البلاغة:

1- في قوله تعالى: {تعالى جدّ ربنا} استعارة تصريحية لأنها استعارة من الحظ الذي هو البخت والدولة لأن الأغنياء هم المجدودون، والمعنى وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته واستغنائه.
2- وفي قوله: {وأنّا لمسنا السماء} مجاز مرسل لأن المسّ هو اللمس، واللامس هو طالب متعرف قال:
مسسنا من الآباء شيئا وكلنا ** إلى نسب في قومه غير واضع

والبيت ليزيد بن الحاكم الكلابي ومسسنا أي نلنا، فالمسّ مجاز مرسل فكلّ منّا ينتمي إلى نسب في قومه غير منخفض ويروى إلى حسب فاستوينا من جهة الآباء في التفاخر فلما بلغنا فيه ذكر الأمهات وجدتم أقاربكم كرام المضاجع كناية عن الأزواج أو عبر باسم المحل عن الحال فيه وهنّ الأزواج مجازا مرسلا وكرم النساء مذموم لأنه كناية عن الخنا، كما يكنّى ببخلهنّ عن العفّة فلسنا سواء في الأمهات وبعده:
فلما بلغنا الأمهات وجدتم ** بني عمكم كانوا كرام المضاجع

.[الجن: الآيات 10- 19]

{وأنّا لا ندْرِي أشرٌّ أُرِيد بِمنْ فِي الْأرْضِ أمْ أراد بِهِمْ ربُّهُمْ رشدا (10) وأنّا مِنّا الصّالِحُون ومِنّا دُون ذلِك كُنّا طرائِق قِددا (11) وأنّا ظننّا أنْ لنْ نُعْجِز اللّه فِي الْأرْضِ ولنْ نُعْجِزهُ هربا (12) وأنّا لمّا سمِعْنا الْهُدى آمنّا بِهِ فمنْ يُؤْمِنْ بِربِّهِ فلا يخافُ بخْسا ولا رهقا (13) وأنّا مِنّا الْمُسْلِمُون ومِنّا الْقاسِطُون فمنْ أسْلم فأُولئِك تحرّوْا رشدا (14) وأمّا الْقاسِطُون فكانُوا لِجهنّم حطبا (15) وأنْ لوِ اسْتقامُوا على الطّرِيقةِ لأسْقيْناهُمْ ماء غدقا (16) لِنفْتِنهُمْ فِيهِ ومنْ يُعْرِضْ عنْ ذِكْرِ ربِّهِ يسْلُكْهُ عذابا صعدا (17) وأنّ الْمساجِد لِلّهِ فلا تدْعُوا مع اللّهِ أحدا (18) وأنّهُ لمّا قام عبْدُ اللّهِ يدْعُوهُ كادُوا يكُونُون عليْهِ لِبدا (19)}.

.اللغة:

{قِددا} جمع قدّة بالكسر وهي الطريقة وفي المصباح: والقدّة الطريقة والفرقة من الناس والجمع قدد مثل سدرة وسدر وبعضهم يقول الفرقة من الناس إذا كان هوى كل واحد على حدة. ويؤخذ من اللسان وغيره أنه يقال: كنّا طرائق قددا أي فرقا مختلفة الأهواء وتجمع أيضا على أقدّة.
{الْقاسِطُون} الجائرون بكفرهم والقاسط الجائر لأنه عدل عن الحق والمقسط العادل إلى الحق من قسط إذا جار وأقسط الرباعي بمعنى عدل وعن سعيد بن جبير أن الحجاج قال له حين أراد قتله: ما تقول فيّ؟ قال: قاسط عادل فقال القوم: ما أحسن ما قال حسبوا أنه يصفه بالقسط والعدل فقال الحجاج: يا جهلة إنه سمّاني ظالما مشركا وتلا لهم قوله تعالى: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا} {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}.
{تحرّوْا رشدا} أي قصدوا هداية وطلبوها باجتهاد وفيه التحرّي في الشيء يقال حرى الشيء يحريه أي قصد حراه أي جانبه وتحرّاه كذلك. كذلك قال الراغب والذي في المعاجم أن حرى الشيء نقص.
{غدقا} الغدق بفتح الدال وكسرها لغتان في الماء الغزير ومنه الغيداق للماء الكثير وللرجل الكثير العدو والكثير النطق وفي المصباح: غدقت العين غدقا من باب تعب كثر ماؤها فهي غدقة وفي التنزيل: {لأسقيناهم ماء غدقا} أي كثيرا وأغدقت إغداقا كذلك وغدق المطر غدقا وأغدق إغداقا مثله وغدقت الأرض تغدق من باب ضرب إذا ابتلت بالغدق.
{صعدا} بفتح الصاد والعين مصدر صعد بكسر العين كفرح.
{لِبدا} بكسر اللام وقرئ بفتحها فهما لغتان جمع لبدة بكسر اللام كسدرة وسدر على اللغة وعلى اللغة الثانية كغرفة وغرف وفي المختار: اللبد بوزن الجلد واحد اللبود واللبدة أخصّ منه قلت وجمعها لبد ومنه قوله تعالى: {كادوا يكونون عليه لبدا}. وعبارة القرطبي:
قال مجاهد لبدا أي جماعات وهو من تلبد الشيء على الشيء أي تجمع ومنه اللبد الذي يفرش لتراكم صوفه وكل شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبدته ويقال للشعر الذي على ظهر الأسد لبدة وجمعها لبد ويقال للجراد الكثير لبد وفيه أربع لغات وهي قراءات: بفتح الباء وكسر اللام وهي قراءة العامة وضم اللام وفتح الباء وهي قراءة مجاهد وابن محيصن وهشام من أهل الشام واحدتها لبدة بضم اللام وكسرها وبضم اللام والباء وهي قراءة أبي حيان وأبي الأشهب والعقيلي والجحدري وأحدها لبد مثل سقف في سقف ورهن في رهن وبضم اللام وتشديد الباء المفتوحة وهي قراءة الحسن وأبي العالية والجحدري أيضا واحدها لابد مثل راكع وركع وساجد وسجد.

.الإعراب:

{وأنّا لا ندْرِي أشرٌّ أُرِيد بِمنْ فِي الْأرْضِ أمْ أراد بِهِمْ ربُّهُمْ رشدا} {وأنا} عطف على ما تقدم وأن واسمها وجملة {لا ندري} خبرها و{أشر} فيه وجهان: الرفع بفعل مضمر على الاشتغال والثاني الرفع على الابتداء وجملة {أريد} هي الخبر والأول أرجح لتقدّم ما هو طالب للفعل وهو همزة الاستفهام و{بمن} متعلقان بـ: {أريد} ونائب فاعل {أريد} مستتر وعلى الوجه الأول تكون جملة {أريد} مفسّرة لا محل لها و{في الأرض} صلة من و{أم} حرف عطف معادلة و{بهم} متعلقان بـ: {أراد} و{ربهم} فاعل و{رشدا} مفعول به، وسيأتي مزيد من بحث هذه الآية في باب البلاغة.
{وأنّا مِنّا الصّالِحُون ومِنّا دُون ذلِك} عطف أيضا و{منّا} خبر مقدم و{الصالحون} مبتدأ مؤخر والجملة خبر {أنّا} و{منّا} خبر مقدم و{دون} ظرف متعلق بمحذوف هو المبتدأ المؤخر والتقدير و{منّا} فريق أو فوج {دون ذلك} وأجاز الأخفش وغيره أن تكون {دون} بمعنى غير أي ومنّا غير الصالحين وهو مبتدأ وإنما فتح لإضافته إلى غير متمكّن كقوله: {لقد تقطع بينكم} في قراءة من نصب على أحد الأقوال والأول أرجح وحذف الموصوف مع من التبعيضية كثير كقولهم منّا ظعن ومنّا أقام أي منّا فريق ظعن ومنّا فريق أقام، وذلك مضاف إليه.
{كُنّا طرائِق قِددا} فيه أوجه:
أحدها أن التقدير كنّا ذوي طرائق أي ذوي مذاهب مختلفة.
الثاني أن التقدير كنّا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة.
الثالث أن التقدير كنّا في طرائق مختلفة.
الرابع أن التقدير: كانت طرائقنا قددا على حذف المضاف الذي هو الطرائق وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه، وعلى كل حال كان واسمها و{طرائق} خبرها و{قددا} نعت، وعلى الوجه الثالث تكون {طرائق} منصوبة بنزع الخافض والجار والمجرور خبر {كنّا}.
ولم يرتض أبو حيان هذا الوجه وقال: وأما التقدير الثالث وهو أن ينتصب على إسقاط (في) فلا يجوز ذلك إلا في الضرورة وقد نصّ سيبويه على أن عسل الطريق شاذ فلا يخرج القرآن عليه. أراد أبو حيّان بعسل الطريق قول ساعدة ابن جؤية في وصف رمح:
لدن بهز الكف يعسل متنه فيه ** كما عسل الطريق الثعلب

والشاهد فيه قوله عسل الطريق حيث حذف حرف الجر ونصب الاسم الذي كان مجرورا به، وأصل الكلام عسل في الطريق وهو ضرورة.
{وأنّا ظننّا أنْ لنْ نُعْجِز اللّه فِي الْأرْضِ ولنْ نُعْجِزهُ هربا} عطف أيضا و{ظننا} فعل وفاعل وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف وجملة {لن نعجز اللّه} خبرها وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي {ظننا} و{في الأرض} حال {ولن نعجزه} عطف على {لن نعجز اللّه} و{هربا} مصدر في موضع الحال تقديره لن نعجزه كائنين في الأرض أينما تنقلنا فيها ولن نعجزه هاربين إلى السماء موغلين فيها.
{وأنّا لمّا سمِعْنا الْهُدى آمنّا بِهِ} عطف أيضا وأن واسمها ولما رابطة أو حينية و{سمعنا} فعل وفاعل و{الهدى} مفعول به وجملة {آمنّا} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم و{به} متعلق بـ: {آمنّا}.
{فمنْ يُؤْمِنْ بِربِّهِ فلا يخافُ بخْسا ولا رهقا} الفاء عاطفة ومن اسم شرط جازم مبتدأ و{يؤمن} فعل الشرط وفاعله هو و{بربه} متعلقان بـ: {يؤمن} والفاء رابطة ولا نافية و{يخاف} فعل مضارع مرفوع وفاعله هو وجملة لا يخاف خبر لمبتدأ محذوف أي فهو لا يخاف والجملة الاسمية المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط و{بخسا} مفعول به {ولا رهقا} عطف على {بخسا}، وسيأتي سبب رفع الفعل وتقدير مبتدأ قبله حتى يقع خبرا له في باب البلاغة.
{وأنّا مِنّا الْمُسْلِمُون ومِنّا الْقاسِطُون} عطف على ما تقدم أيضا وأن واسمها و{منّا} خبر مقدم و{المسلمون} مبتدأ مؤخر والجملة خبر {أنّا} {ومنّا القاسطون} عطف على {منّا المسلمون}.
{فمنْ أسْلم فأُولئِك تحرّوْا رشدا} الفاء عاطفة ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ وأسلم فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والفاء رابطة وأولئك مبتدأ وجملة {تحرّوا} خبر و{رشدا} مفعول به.
{أمّا الْقاسِطُون فكانُوا لِجهنّم حطبا} الواو عاطفة و{أما} حرف شرط وتفصيل و{القاسطون} مبتدأ والفاء واقعة في جواب الشرط غير الجازم وكانوا فعل ماض ناقص والواو اسمها والجملة خبر {القاسطون} و{لجهنم} حال لأنه كان في الأصل صفة لـ: {حطبا} وتقدمت و{حطبا} خبر {كانوا} والجملة خبر {القاسطون}.
{وأنْ لوِ اسْتقامُوا على الطّرِيقةِ لأسْقيْناهُمْ ماء غدقا} عطف أيضا على {أنه استمع} وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف أي وأوحي إليّ أن لو استقاموا، و{لو} شرطية وجملة {استقاموا} خبر أن و{على الطريقة} متعلقان بـ: {استقاموا} واللام واقعة في جواب {لو} وأسقيناهم فعل وفاعل ومفعول به أول و{ماء} مفعول به ثان و{غدقا} نعت لماء.
{لِنفْتِنهُمْ فِيهِ ومنْ يُعْرِضْ عنْ ذِكْرِ ربِّهِ يسْلُكْهُ عذابا صعدا} اللام لام التعليل ونفتنهم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بـ: {أسقيناهم} و{فيه} متعلقان بـ: {نفتنهم} والمعنى لنختبرهم في الماء فنعلم علم ظهور للخلائق كيف يشكرون وكيف يكفرون وإلا فهو سبحانه عالم لا يخفى عليه شيء، والواو عاطفة و{من} شرطية مبتدأ و{يعرض} فعل الشرط و{عن ذكر ربه} متعلقان بـ: {يعرض} و{يسلكه} جواب الشرط والهاء مفعول به أي يدخله و{عذابا} منصوب بنزع الخافض والأصل نسلكه في عذاب كقوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا}، و{صعدا} نعت و{صعدا} مصدر صعد بكسر العين كفرح ووصف به العذاب على تأويله باسم الفاعل أي عذابا عاليا يغمره ويعلو عليه ويجتاحه.
{وأنّ الْمساجِد لِلّهِ فلا تدْعُوا مع اللّهِ أحدا} عطف على {أنه استمع} أي أوحي إليّ أن المساجد للّه أي مختصّة به، وأن واسمها وللّه خبرها والفاء عاطفة ولا ناهية و{تدعوا} فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون و{مع اللّه} ظرف متعلق بـ: {تدعوا} و{أحدا} مفعول {تدعوا}.
{وأنّهُ لمّا قام عبْدُ اللّهِ يدْعُوهُ كادُوا يكُونُون عليْهِ لِبدا} عطف على {أنه استمع} أيضا وأن واسمها و{لما} رابطة أو ظرفية حينية متضمنة معنى الشرط و{قام عبد اللّه} فعل ماض وفاعل وجملة {يدعوه} حال أي داعيا والمراد به محمد صلى الله عليه وسلم أي مصليا صلاة الصبح أو مجرد العبادة ببطن نخلة، وجملة {كادوا} لا محل لها لأنها جواب {ولما} وشرطها وجوابها خبر أنه وكاد من أفعال المقاربة والواو اسمها وجملة {يكونون} خبرها والواو في {يكونون} اسم يكون و{عليه} متعلقان بمحذوف حال و{لبدا} خبر {يكونون}.